حوار مع الأستاذ فوزي تاج الدين رئيس تحرير "جريدة دنيا التعليم" حول مستقبل الصحافة التعليمية في مصر

حوار مع الأستاذ فوزي تاج الدين

رئيس تحرير "جريدة دنيا التعليم"

حول مستقبل الصحافة التعليمية في مصر

♦ الصحافة التعليميَّة معنيَّة بمناقشة كل المشكلات التي تعاني منها المدارس وأولياء الأمور والطلاب.

♦ المساحات المقررة للصحافة التعليمية في الجرائد مساحات صغيرة جدًّا.

♦ نناشد المجلس الأعلى للصحافة تكوين جريدة مستقلة تتحدث عن المعاقين.

♦ على الصحافة الإقليمية أن تهتم بالجانب التعليمي.

♦ الصحافة التعليمية تقوم باكتشاف المواهب لدى الأطفال؛ فأغلب الأطفال مبدعون.

♦ أهلًا بك أستاذ فوزي تاج الدين.

• الأستاذ فوزي تاج الدين: أهلًا بحضرتك أستاذي الفاضل.

♦ من المعروف أنك تمتلك خبرة كبيرة جدًّا في مجال الصحافة التعليمية بمصر؛ كونك رئيس تحرير لجريدة تعليمية، وصحفيًّا بجريدة الوفد، هل لك أن تحدَّثنا عن تجربتك كصحفي تعليمي؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: في الحقيقة أنا عملت طويلًا في مجال الصحافة المدرسية أو التعليمية، ونجحت في تكوين جمعية هي الأولى من نوعها في مصر؛ وهي جمعية "الصحافة المدرسية والإعلام التربوي"، وكان من ثمار هذه الجمعية تأسيس جريدة مستقلة هي الأولى من نوعها أيضًا باسم جريدة "دنيا التعليم"، وهي جريدة تعليمية تربوية ثقافية شاملة، والشيء الذي نتبعه هو إتاحة الفرصة لصغار السن من الطلاب؛ لكي يكتبوا في الجريدة.

♦ ما هي الصحافة التعليمية، وما هو الدور الذي تلعبه على الصعيد الصحفي؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: أولًا: المقصود بالصحافة التعليمية هي الصحافة التي تتناول قضايا التربية والتعليم، وهي المعنية بالدروس التربوية والشرح، كما أنها لها دور في تعليم الصغار كيفيَّةَ كتابة الخبر، وإجراء الحوارات الصحفية في المدرسة، أو في البيئة المحيطة، وكيفية عمل التحقيقات وكتابة المقال؛ فهي بمثابة التعبير عن النفس بالنسبة للصغار، وهذا كلُّه يتم من خلال ورش العمل التي نقوم عليها نحن في جريدة "دنيا التعليم".

ثانيًا: الصحافة التعليمية معنيَّة بمناقشة كل المشكلات التي تعاني منها المدارس وأولياء الأمور والطلاب، وتكون بمثابة همزة الوصل بين الحقل التعليمي وبين القيادات التعليمية، سواء في ديوان الوزارة أو في الإدارات التعليمية المختلفة.

ثالثًا: الصحافة التعليمية تقوم باكتشاف المواهب لدى الأطفال، فأغلب الأطفال مبدعون؛ لأنه لا يوجد إنسان بلا إبداع، ولو تم اكتشاف الموهبة من خلال الأسرة أو المدرسة، سيكون جيدًا، المهمُّ إبراز الموهبة لدى الطفل، ومن المفترض أن يكون في المدرسة مختصُّون يدركون التعامل الصحيح مع موهبة الطلاب، وكيفية نموِّ هذه الموهبة، فالصحافةُ التعليمية تهتمُّ بنشاطات الإبداع العلمي والفني والأدبي، وتقوم بنشر مساحات ضخمةٍ جدًّا من إبداع الطلاب، وأحيانًا نقوم بعمل معارض للطلاب في بعض الأماكن العامة، إلى جانب اتِّباع شكل جديد في نشر مشكلات الطلاب، فنحن ننشرها ليس فقط من باب النشر ولكن نقوم بمتابعة المشكلة مع المسؤولين حتى تُحلَّ.

♦ كيف يتم تطوير وزيادة نشر الصحافة الإلكترونية ودمجها داخل الصحف اليومية التي تنشر في مصر والوطن العربي؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: للعلم يوجد صحف إلكترونية في مجال التعليم، ويوجد أيضًا مسابقة سنوية تحت مسمَّى "المجلة الإلكترونية"، ولكن أنا أرى أنه لا غنى عن الجريدة الورقية؛ لأنها تشكِّل عنصرًا أساسيًّا في مجال التعليم، وأنا أطمحُ لكل جريدة - سواءٌ نوعية، أو شاملة، أو محلية، أو قومية - أن تهتمَّ بالصحافة التعليمية أكثر، وأعيب على المواقع الإلكترونية إعطاءها مساحة كبيرة للسياسيين والمفكِّرين دون أن تنظر إلى القضايا الأخرى؛ كقضايا التعليم والصحافة التعليمية.

♦ كيف يتم إعداد صحفيين تعليميين، بدءًا من مرحلة المدارس والجامعات؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: أولًا: يوجد لدينا في الجامعات كليات "التربية النوعية"، هذه الكليات تخرج ما يسمَّى بالمختصِّ الإعلامي التربوي، لكن المشكلة تكمن في التزاحم بين المواد الإعلامية والمواد التربويَّة التي يتم تدريسها له بالكلية، المشكلة الثانية في الاختلاف بين المواد المدروسة وواقع الطلاب، فأنا أرى أن يدمج بداخل كليات التربية تخصُّص الإعلام التربوي؛ ليدرس الطالب العديد من المواد الإعلامية مع جزء بسيط من مواد التربية، بحيث لا يطغى على الجانب الإعلامي.

ثانيًا: لا يوجد مانع لدى وزارة التربية والتعليم - وهي أغنى وزارة من حيث الثروةُ البشرية والمالية - أن تكون في كل مديرية أو في كل محافظة جريدة محلية؛ وذلك لاختلاف المواد الإعلامية التي يمكن أن تبثَّ في المدن وبين المواد الإعلامية التي تبثُّ في القرى، هذه الجرائد تتناول كافة أشكال التحرير الصحفي، ومن ضمنها الصحافة التعليمية، وذلك يتيح الفرصة للطلاب وأولياء الأمور لكي يكتبوا ويعبروا عن آمالهم ومشاكلهم.

♦ هل يوجد في مصر صحافة تعليمية لذوي الإعاقة؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: يوجد صحافة تعليمية، وهي ناجحة إلى حدٍّ كبير، لكن للأسف الشديد المساحات المقررة لها بداخل الصحف مساحات صغيرة جدًّا، هناك أكثر من ثلاثمائة إصدار صحفي ما بين مجلة وجريدة، أربعة منها فقط تخصص مساحات للصحافة التعليمية، وعلى سبيل المثال هناك بعض الصفحات في الجرائد المصرية، التي تهتمُّ بذوي الإعاقة؛ كصفحة (صناع التحدي)، و(نحن هنا كل يوم سبت) و(شغلني شكرًا)، وباستثناء هذه الصفحات لا يوجد اهتمام بصحافة ذوي الإعاقة، وأنا أطالب أن يخصص لذوي الإعاقة مساحة في الصفحة الأولى أو الأخيرة في الجرائد المصرية المختلفة للتعبير عن مشكلاتهم، وإبراز العديد من النماذج الناجحة منهم، وأطالب أن يكون لهم باب ثابت يومي في بريد القراء خاص بالمعاقين؛ لأن هؤلاء المعاقين لهم معاملة خاصة، وهذا ما نفعله في جريدتنا "دنيا التعليم"، وهناك اقتراحات من بعض الزملاء بوجود جريدة خاصة للمعاقين، ويُسمح لغير المعاقين بالكتابة في الجريدة، ويكون الشرط الأساسي في الجريدة أن يكون القائمون على تحريرها وإخراجها من ذوي الإعاقة، فنحن نناشد المجلس الأعلى للصحافة بتخصيص صفحة في كل جريدة على الأقل أو تكوين جريدة مستقلة تتحدث عن المعاقين، فنحن نرى العديد من صفحات الرياضة والسياسة والاقتصاد وما شابه، ولم نرَ صفحات تتحدث عن المعاقين، ودعني أقول لك: إن الصحافة العالمية تعمل بنظام التخصصات، فبها العديد من الصحف والمجلات المتخصصة، وعلى سبيل المثال: يوجد مجلة عن القمح في تخصص الزراعة.

♦ ما هو تقييمك للصحافة التعليمية في الوطن العربي؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: يوجد العديد من الدول في الوطن العربي تعمل على إتاحة الفرص للطلاب وللمعاقين بأن يكتبوا في مجالات عامة مثلهم مثل أي صحفيٍّ عادي، ويوجد جمعيات خيرية معنية بالمعاقين تُصدر مطبوعات، ومُساعدات عينية ومادية، بالإضافة إلى الكتابة الصحفية والمسرح؛ وذلك من أجْل إبراز موهبة الأطفال، ونحن نتمنى أن تكون الدول العربية مثل الدول الأوروبية في مجال الصحافة المتخصِّصة؛ لأنها مستقبل الصحافة بشكل عام.

أخيرًا: ما هي أهم المقترحات للتطوير من شأن الصحافة التعليمية بشكل عام؟

• الأستاذ فوزي تاج الدين: أولًا: الاهتمام بالعنصر البشري من خرِّيجي تخصص الإعلام التربوي وكليات الإعلام، فمنهم الكثير ممن يعمل في مجال التربية والتعليم أو الإعلام العام؛ لأنه يوجد عشرة آلاف خرِّيج - تقريبًا - إعلام وصحافة، لكن لا توجد أماكن كثيرة لتستوعب كل هذه الأعداد، وبالتالي يتوجه البعض منهم إلى مجال التربية والتعليم، ومِن المفترض أن يكون في كل مدرسة في مصر مختصُّ إعلام تربوي، فأنا أقول: إن علينا الاهتمامَ بخريجي كليات الإعلام والإعلام التربوي.

ثانيًا: على المؤسسات الخاصة بالصحافة التعليمية أن تقوم بعمل دورات تدريبية لكي يتم تأهيل الممارسين الجدد للمِهنة، وتدريبهم على الكتابة الصحفية والفن التحريري، والإخراج الصحفي.

ثالثًا: إنشاء جريدة أو مجلة خاصة لكل محافظة تعبر عنها، فعلى الصحافة الإقليمية أن تهتم بالجانب التعليمي والصحافة التعليمية.

رابعًا: ألا تكون الصحافة التعليمية عبارة عن مجموعات تقوية وشرح للدروس والعلوم المختلفة، الصحافة التعليمية هي أن تكتب وتنقد وهكذا، وليس فقط شرحًا للدروس.

♦ في نهاية الحديث نشكرك أستاذ فوزي على هذه المعلومات القيمة في مجال الصحافة التعليمية.

• الأستاذ فوزي تاج الدين: شكرًا جزيلًا لكم ولجهدكم المبذول.